نظرة الإسلام للمرأة
قد شوهت وجهة النظر المسلمة للمرأة في الغرب حتى أنها لا تزال فكرة سائدة في أوروبا وأمريكا أن المسلمين يعتقدون أن المرأة ليس لها روح! ففي القرآن الكريم لا يوجد فرق بين الجنسين فيما يتعلق بالله. وكلاهما وعد بنفس المكافأة للخير، و نفس العقوبة لسلوك الشر.
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴿٣٥﴾"
يكون الفرق فقط في ما يتعلق ببعضهم البعض - الفرق الذي يوجد في الواقع - الفرق في الوظيفة. ففي الآية التي كان يجب أن تكون قد عنت العرب الوثنيين الذين يعتبرون النساء خاليين من حقوق الإنسان قد نصت على: " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٢٨﴾"
وقد اندهش أبوردين و نيسبيت (1993)، وهما باحثان نسويان بارزان، أن القرآن لا يعتبر المرأة في وضع أدنى من الرجل؛ كما هو الحال في جميع الكتابات الدينية الأخرى. وقد أدركوا أن ممارسات الذكور ضد النساء في العالم الإسلامي تستند أساسا إلى العادات الاجتماعية غير الإسلامية أو سوء تفسير التعاليم الإسلامية.55 اعترفت كارول (1983) بأنها فوجئت بأن المرأة المسلمة هي أول امرأة في الكون يعترف بحقوقها الاقتصادية والقانونية. وأضافت أيضا أن نظام الأسرة في الإسلام صدر قبل 1400 سنة من أجل حماية حجر الزاوية للمجتمع والأسرة.56 وترد الإشارة إلى دور الرجل والمرأة مع حقوقهما بالتفصيل في القرآن وفي تعاليم النبي محمد.
1- المرأة في القرآن الكريم
تحدث القرآن عن الأدوار المختلفة التي تلعبها المرأة في الحياة. وقد أنشئت لأول مرة في التاريخ حقوق المرأة في الميراث والاحترام والكرامة.
تحدث القرآن عن الأدوار المختلفة التي تلعبها المرأة في الحياة. وقد أنشئت لأول مرة في التاريخ حقوق المرأة في الميراث والاحترام والكرامة. وتحدث القرآن عن دور المرأة في دعم الحقيقة، و في إنجاب الأنبياء والمعاناة. وقد تحدث القرآن أيضا عن عذاب النساء في مختلف مناحي الحياة و عبر التاريخ. وفيما يلي عدد قليل جدا من المقتطفات التي تظهر إلى أي مدى تم الاعتراف بهذه الحقوق في الإسلام.
يقدم القرآن زوجة فرعون كمثال للشخص المؤمن الذي قبل كل أنواع المعاناة من أجل الله. " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَوَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿١١﴾"
سورة التحريم : أية 11وروى القرآن بالتفصيل قصة مريم وولادة معجزة يسوع المسيح وكيف ردت على اتهام شعبها (اليهود) بأنها غير عفيفة. ففي الواقع توجد سورة كاملة في القرآن تيمناً باسمها. وهناك سورة طويلة آخرى في القرآن الكريم بعنوان "المرأة" النساء. وقد تحدث القرآن عن دور المرأة في التوبة وقبول الحقيقة. على سبيل المثال توبة زوجة العزيز بشأن اتهامها النبي يوسف. (سورة يوسف: 51-53) وقبول ملكة سبأ لدعوة النبي سليمان إلى الإسلام بالتفاصيل في سورة النمل: 44.
" فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَوَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦﴾"
" فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَعِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴿٣٧﴾" يعترف القرآن أن كل من الرجل والمرأة متساويان روحيا من حيث مسؤولياتهم تجاه أفعالهم ومكافأتهم في الآخرة.
سورة النساء : 124
"وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴿١٢٤﴾"
سورة الحديد : 12
"يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾"
سورة الروم : 21
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَلَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾"